محليات

 

هيئة تعليميّة حكوميّة بولاية «يوبي»

تحرّض الشبابَ المثقفَ على اتّهام دارالعلوم / ديوبند ، بالإرهاب

 

 

 

     احتجّ الشعب المسلم الهندي بشتى قطاعاته وانتماءاته ، احتجاجًا صارخًا ، ضدّ الخطوة الشريرة الاستفزازية التي قامت بها هيئة تعليمية حكومية بولاية «أترابراديش» ؛ حيث حملت الشباب المثقف على أن يصف دارالعلوم/ديوبند – وهي مهوى أفئدة المسلمين في شبه القارة الهندية – بأنها تنتمي إلى الحركة الإرهابية .

     وهي هيئة «مادهيمك شكشا سواجين بورد» التي تقوم باختيار المعلمين لمرحلة التعليم الثانوي في الولاية عن طريق إجراء امتحانات عامّة لاختبار المؤهلات العلمية والقدرات التدريسية .

     وقد أجرت مؤخرًا امتحانًا من هذه الامتحانات التي اشترك فيها الشباب الحامل للمؤهلات المطلوبة . وكانت ورقة أسئلة قطاع التأريخ تتضمن سؤالاً بعلامة 20 : إلى أي حركة تنتمي دارالعلوم / ديوبند؟ وكانت للإجابة أربعة جداول تتضمن الأجوبة الأربعة المقترحة : تنتمي إلى حركة الإصلاح الاجتماعي الفارسية ، تنتمي إلى حركة الإصلاح الفارسية ، تنتمي إلى حركة «كهادي» (نوع من النسيج الوطني) تنتمي إلى الحركة الإرهابية .

     وبما أن المشاركين في أداء الامتحان لم يكن لهم أن يضعوا علامة الإجابة الصحيحة على أيّ من الإجابات الثلاث الأولى ؛ لأن دارالعلوم / ديوبند لاعلاقة لها بالحركات الثلاث ، فكانوا مضطرين لتأمين فوزهم في الامتحان أن يضعوا علامة الإجابة الصحيحية على الإجابة الرابعة : تنتمي دارالعلوم إلى الحركة الإرهابية .

     والشاب الملبّى لنداء ضميره : إن دارالعلوم لاتنتمى إلى الحركة الإرهابية ، لابدّ أنه قد أكّد فشله في الامتحان .

     هيئة «مادهيمك شكشا سوا جين» هيئة حكومية مباشرة ، والحكومة في الهند قائمة على الدستور العلماني، الذي يحرّم الانتصار لدين دون دين ، ويضمن حرية البقاء والرقي لجميع الأديان ومعاهدها ومؤسساتها. ومن ثم يجب على المسؤولين والعاملين الحكوميين أن لايتعرضوا لدين أو مؤسساته بالاتهام بسوء وأن لا يحاولوا إلحاق الأضرار بها بشكل أو بآخر.

     والهيئة المذكورة تختار مدرسين حكوميين عبر الولاية ؛ فإعدادُها لمثل هذا السؤال وهذه الأجوبة مثار أسف واستعجاب جدًّا ، ولذلك سجّل المسلمون عبر الهند احتجاجات صارخة ، وطالبوا الحكومة الإقليمية ولاسيّما كبير وزرائها باتخاذ إجراءات رادعة ضد المسؤولين الحكوميين العاملين في الهيئة المشار إليها .

     والمؤسف للغاية أن كبير وزراء الولاية «ملائم سينغ يادو» الذي ظل ولا زال يتظاهر بتعاطفه مع المسلمين ومناصرته لقضاياهم لا زال ملازمًا للسكوت تجاه هذه القضية ، ولم ينبس ببنت شفة ، ولم يدلِ ببيان يشير إلى أنه سيتخذ إجراءً ما وسيؤاخذ المسؤولين المعنيين بما يمنعهم عن تكرار مثل هذه الإساءة إلى معاهد المسلمين ولاسيما إلى دارالعلوم / ديوبند التي كان لها دور ريادي وقيادي في تحرير الهند من نير الاستعمار الإنجليزي .

     وجدير بدارالعلوم / ديوبند أن ترفع قضيتها إلى المحاكم ، وتطلب منها الإنصاف ؛ لأن اللوبي الهندوسي المتعصب الذي يتغذى بالتطرف والحقد ويتعلم كراهية المسلمين من الصهاينة الذين يحبهم جدًّا ويتبادل معهم العلاقات الوديّة الصميمة ، يحاول دائمًا أن يسيء سمعة المسلمين في داخل الهند وخارجها ، ويجعل الشعب الهندوسي يسيء بها الظنّ ، ويتأكد من أنها عدوة للإنسانية .

*  *  *

أحد زعماء الهندوس :

ليمتنع مسلمو مديرية «برتاب كرهـ» عن رفع الأذان بمكبرات الصوت ، وإلاّ فإن الشباب الهندوسي سيقوم بإجراءات مباشرة لمنعهم عن ذاك .

     أفادت الأنباء الآتية من منطقة «برتاب كرهـ» إحدى مديريات ولاية «أترابراديش» أن أحد الزعماء الهندوس المتطرفين المدعو بـ «راجه أودي برتاب سينغ» وجّه إلى المسلمين في المديرية إنذارًا صارخًا : أن يمتنعوا دونما تسويف عن رفع الأذان بمكبرات الصوت بالمساجد ، وإلاّ فإن الشباب الهندوسي بدوره يمنعهم عن ذلك بالقوة عن طريق إجراءات مباشرة قد تكون قاسية . وذلك ضمن الحركة التي يقوم بها هذا الزعيم الهندوسي لإيقاظ الهندوس وتوعيتهم بطقوس ديانتهم وتذكيرهم بإبائهم . وهدّد الزعيم : إننا نحن الهندوس سنقوم بسحب أجهزة مكبرات الصوت عن المساجد بالقوة، ولن يمنعنا عن ذلك أيّ قانون ، مضيفًا : أنه سبق أن وجّه المسلمين بذلك من ذي قبل عدة مرات ؛ ولكنهم لم ينفّذوا توجيهه . وقال : إن الهندوس نائمون ؛ فالمسلمون يتناولونهم بالاستغلال الشنيع ويدوسونهم بالأقدام ، إن من سوء حظّ الهندوس أن المسلمين وهم يشكلون 20٪ من سكان الهند ، يدوسونهم وهم يشكلون 80٪ من سكانها . وأضاف : إن البلاد الإسلامية كثيرة ؛ فالمسلمون قد يلوذون بها إذا أُقْصُوا من الهند ؛ ولكن الهندوس لو نُفُوْا من الهند ، فلن يكون لهم ملجأ ؛ لأن الهند دولة هندوسية وحيدة في العالم ، وهي للهندوس وحدهم ، ولو بقي الهندوس نائمين كما هم نائمون الآن ، لاَمَّحَوا من الأرض ، أو اضطروا أن يعيشوا عبيدًا وخَوَلاً .

*  *  *

الهندوس ينشؤون دكة لوضع الموتى على أراضي المسجد بقرية بمديرية «بجنور»

     أفادت الأنباء أن قرية «مكربوستي» بمنطقة «هلدور» يوجد بها مسجد ، قد هدم هندوس القرية بعض حيطان فنائه ، وأنشأوا مكانها دكة لوضع موتاهم، مما وتّر الوضع في القرية . والقريةُ عدد سكانها 2000 والمسلمون عددهم 300 . وقد بنى المسلمون بالقرية بعد ما حصلوا على ترخيص حكومي مسجدًا ، ولكن بقي حيطان فنائه مبنية من الطين ؛ فانهدمت في موسم الأمطار الماضي ، مما أحوجهم إلى إعادة بنائها بالآجر، فاعترض على ذلك هندوس القرية ومنعوهم عن الاستمرار في بناء الحيطان ، زاعمين أن المكان الذي يجري فيه بناء الحيطان مكان مخصص لوضع موتاهم قبل أن يحرقوها ، وقد هدم الشرطة الحيطان ، وبنى الهندوس هناك دكة تحت رعاية الشرطة . واجتمع المسلمون بقيادة علماء وقادة محليين بمدير المديرية ، وأقنعهم المدير بحلّ القضية بشكل عادل ؛ ولكن وضع القرية متوتر للغاية ، والمسلمون متضايقون جدًّا من إقدام الهندوس على هدم الحيطان بالقوة .

*  *  *

زعيم بجرانك دال يطالب بتسليم التاج محل للهندوس

     طالب أحد زعماء الحزب الهندوسي «ب ج ب» ومؤسس «بجرانك دال» المدعو بـ«وني كتيار» بالتاج محل بآكره الذي يُعَدَّ من العجائب السبع في العالم ، والذي يتضمن ضريح الإمبراطور المغولي «شاه جهان» وزوجته «ممتاز محل» . وزعم الزعيم الهندوسي أن التاج محل إنما كان قد بناه الأمير الهندوسي «راجه جي سينغ» ، وأضاف : إننا سننشئ لذلك مليشا من الشباب الهندوسي ونجنده لإيقاظ شعور الهندوس في البلاد لاسترداد هذا المبنى الذي كان أصلاً قصرًا لأحد أمرائنا الكبار .

     الجدير بالذكر أنه كان حدث هناك نزاع بين مصلحــة الأوقاف السنيـة ومصلحة الأوقاف الشيعية ، حيث تدّعي كل منهما أن التاج محل هي ملك لها . واستغل الزعيم الهندوسي المعروف بخطاباته وتصريحاتـــه الناريّـــة هــذا النزاع ، فزعم أنـــــه كان أصـــلاً ملكاً للهنــدوس ؛ حيث إن «ممتاز محل» كانت قد دُفِنَت بمدينة «برهانبور» في جنوبي الهند ، وإنما نقل إلى التاج محل جثتُها التي كانت قد صارت ترابًا .

*  *  *

المحكمة العالية بـ «اللّه آباد» ترفض إصدار الحكم بمنع أداء الصلاة في محيط المدرسة الإسلامية

     رفضت المحكمة العالية بـ«الله آباد» أن تنظر في الطلب الذي رفعه الهندوسي «راجندر سينغ يادو» زاعمًا أنه لتحقيق المصلحة العامّة ، والذي التمس فيه من المحكمة أن تتخذ خطوات وقائية لائقة ضد المسلمين في قرية «مهيشرا» وأن تفرض عليهم الحظر فيما يتعلق بأداء الصلاة في محيط مدرسة القرية . وقد قالت المحكمة رافضة النظر في الطلب : إنه لايوجد قانون في الهند يقضي بفرض الحظر على أداء الصلاة في داخل مدرسة. وأضافت : إن مقدم الطلب لايسمح له قانون بطلب مثل هذا الحظر على أداء العبادة من المحكمة أو غيرها . والجدير بالذكر أن الرجل المذكور كان يودّ أن لا يتمكن المسلمون من أداء الصلاة بالجماعة في القرية .

 

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . ربيع الأول – ربيع الثاني 1426هـ = أبريل – يونيو 2005م ، العـدد : 4–3 ، السنـة : 29.